كان الطقس صحو يشجع جداً على القراءة فى البلكون مع فنجان شاى دافىء
شرد ذهنى قليلاً و أنا أرقب هؤلاء الفتية يلعبون الكرة بحماسة فى فناء المنزل الخلفى..
أبتسم و أنا أتذكر عندما كنت فى مثل عمرهم ألعب الكرة فى الطرقات.. كانت فترة المراهقة بما فيها من اندفاع
و حب التطلع
وقعت عيناى على باب بلكون مغلق فى البناية المقابلة.. بلكون عم محمد.. جارنا العزيز و صاحب تلك المكتبة على جادة الطريق..
إبتسمت حينها و تركت العنان لنفسى..كى أسبح فى الذكريات جميلة..
أذكر حين كنت صغيراً.. لكم كنت فضولياً
كنت أسأل عن كل شىء حتى أتعلم و أرتوى بالمعرفة..
كما أذكر أيضاً تشجيع العم محمد لى على القراءة و كان يسألنى عن كل شىء قرأته فى كل كتاب يعطينى إياه و يتقبل أسئلتى بصدر رحب. ..و يجيب على كل ما أسأله
لازلت أذكر عندما أعطانى أول كتاب قرأته
"قصص الأنبياء" ...يومها لم أنم فى ليلتى من شدة تعلقى بالكتاب حتى أنهيته..
إبتسمت حين تذكرت ذلك السؤال الذى توجهت به لعم محمد كعادتى بعد كل كتاب أنتهى من قرائته
سألته.. لماذا لا يعرف أحد مكان قبر سيدنا موسى؟
عندها ابتسم و رد قائلاً.. لو عرف مكانه اليهود لعبدوه يا ولدى..
لازلت أذكر جيداً تلك النصيحة التى نصحنى إياها.. ذات يوم
قال .. يا بنى إن شاء الله ذات يوم ستكبر ويكون لك أولاد..
وقتها أغلى شىء تقدمه لولدك ..هو حب القراءة.
.إزرع فيه النور ..نور العلم..فسوف يعرف قيمة هذه الزرعة..عندما يكبر..
نظرت إلى بلكونه المغلق و الذى غطاه التراب
نظرت إلى أحواض الورد الفارغة و التى لطاما تزينت بأبهى الزهور فيما مضى
عندها وجدت نفسى أردد بشفتاى و و قد دمعت عيناى
رحمك الله يا عم محمد و أسكنك فسيح جناته
عندها أتى صوت إبنى و قد دخل البلكون حاملاً كتاباُ أعطيته إياه ليقرأه و هو يسأل و قد ارتسمت على وجهه ملامح الإهتمام..
أبى لماذا لا يعرف احد مكان قبر سيدنا موسى؟
عندها إبتسمت و رددت عليه قائلاً.. لو عرفوا مكانه لعبدوه يا ولدى..
ثم كررتها بصوت أكثر إنخفاضاً و انا أنظر لبلكون العم محمد ....
لو عرفوا مكانه لعبدوه يا ولدى
اللهم ارحم أمواتنا و أموات المسلمين
بقلم اخوكم أحمد يسرى
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
إقرأ باقى مقالات الصفحة من هنا
جميع المقالات للنشر مع الحفاظ على حقوق المؤلف
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
No comments:
Post a Comment