كان الصمت يسود أرجاء الغرفة ..إلا من صوت ملعقة كانت تمسكها حبيبة تقلبها فى طبق الحساء الموضوع أمامها على المنضدة
كانت تقلب الملعقة فى الطبق بعين شاردة و قد اعتلى وجهها ملامح الضيق .. و قد بدى ذلك جلياً فى انعقاد حاجبيها
بشكل يوحى أنها تفكر فى شىء هام .. هام جداً.. ربما قراراً مهماً
حبيبة هى زوجة تبلغ من العمر ما يقارب الثامنة و العشرين .. متزوجة من ذلك الرجل هادىء الطباع الجالس أمامها على الناحية الأخرى من المنضدة فى غرفة السفرة بشقتهما
حسام هو شاب فى الثالثة و الثلاثين هادىء الطباع و يعرفه أصدقائه برباطة الجأش و حسن الخلق
كان يأكل فى صمت ..صمت قطعه صوت حبيبة و قد تركت الملعقة من يدها و لم تتناول من الحساء شيئاً و هى تنظر إلى زوجها عاقدة حاجبيها و قد بدى على ملامحها أنها تحاول أن تسيطر على انفعالات وجهها قائلة
حسام.. طلقنى ..
انتبه حسام إليها و قد بدا على وجهه علامات الدهشة و ترك الملعقة من يده.. ثم صمت لحظات قبل أن يجيب
حبيبة.. كل زوجين يختلفان و هذا وارد و لكن الطلاق ليس حلاً بسيطاً.. راجعى نفسك فهذا ليس بالقرار السهل
قبل أن يكمل..
تعلمين تماماً أنى أحبك و لكن فى ذات الوقت تعلمين أيضاً أنى لن أجبرك على حياة معى بلا رغبة
ثم ران صمت فى الغرفة.. و كانت حبيبة تنظر إلى أسفل قبل أن ترفع عينيها فى عين زوجها و قد بدت عينها دامعة و لازلت تبذل مجهوداً كبيراً للسيطرة على انفعالات وجهها .. قبل أن تجيب بصوت بدى متردداً
لقد.. لقد فكرت جيداً و رأيت أن الحياة بيننا أصبحت عبئاً لا أريده.. قالتها ثم أزاحت بوجهها يميناً و قد بدى أنها لا تريده أن يرى تلك الدمعة الحارة التى عرفت طريقها من عينها على خدها الأيمن ثم مسحت عينها بطرف إصبعها قبل أن تستعيد رباطة جأشها و تنظر إليه مرة أخرى و قد كان اللون الأحمر يطغى على بياض عينيها
لم ينبس حسام ببنت شفة و ظلت عيناه ثابتة فى وجه حبيبة ..نظرة تعرفها حبيبة جيداً جعلتها تقرأ منها ألف كلمة لا يمكن أن تعبر عنها الحروف
شعرت حبيبة بشىء ما يتحرك بداخلها .. رباه كم أحب نظرة عتابه تلك.. قالتها و هى تحادث نفسها
لم تتحمل حبيبة وقع تلك النظرة فى نفسها فأزاحت بوجهها مرة أخرى و لكن هذه المرة كانت الدموع تنهمر من كلتا عينيها و لم تعد قادرة على السيطرة على مشاعرها
قام حسام من مجلسه و هو ينظر إليها و قال بصوت هادىء و قد بدى متأثراً بعض الشىء و هو يقول
إذاً قررتى يا حبيبة ...ألا من رجعة فى قرارك؟
هزت حبيبة رأسها ب لا و هى لازلت تشيح بوجهها ناحية كتفها الأيمن و قد أغمضت كلتا عينيها و لم تعد قادرة على السيطرة على بكائها .. فقامت و تركت المائدة و دخلت مسرعة إلى غرفة نومها و أغلقت الباب خلفها فلم تعد بعد قادرة على السيطرة على مشاعرها
راقبها حسام و هى تعدو مسرعة إلى غرفة نومها و سمع صوت المفتاح يغلق الباب من الداخل
فأطرق برأسه للحظات .. قبل أن يتحرك بخطوات هادئة ناحية باب الغرفة حتى وقف قبالته و يتكلم بصوته الهادىء الذى لطالما أحبته حبيبة و قال و هو يقرب وجهه من الباب حتى تسمعه ليحافظ على هدوء صوته ..
حسناً يا حبيبة.. لن أجبرك على العيش معى رغماً عن إرادتك..الزواج تفاهم و حب و ليس سلباً للإرادة
ثم صمت لحظات قبل أن يكمل..
سوف أترك لكى ورقتك على المنضدة و أخرج لكن سوف أعود ليلاً لأخذ بعضاً من ملابسى و أحزم أمتعتى
كانت حبيبة تستند إلى الباب بظهرها و هى تكتم فمها بكلتا يديها و هى تبكى و قد أغرقت الدموع وجنتيها
لم تمر دقيقة حتى سمعت باب الشقة ينفتح ثم ما لبث أن عاد لينغلق.. ففهمت حبيبة أنه خرج بالفعل من البيت
عندها أزاحت حبيبة يديها من على فمها و تركت العنان لنفسها تبكى و تبكى حتى ارتفع صوت بكائها وقد جلست على الأرض فى مكانها مستندة إلى باب الغرفة و لازال عقلها يسترجع تلك اللحظات الأخيرة و هى لازلت لا تصدق أنها حدثت بالفعل
نعم كانت تريد الطلاق و لكنها لم تتوقع ذلك أن يحدث بهذه البساطة .. كانت مشاعرها مختلطة
كانت تبكى و هى لا تعرف سر بكائها و هى من طلبت الطلاق و أصرّت عليه .. ربما كان هول الموقف.. أو أن مشاعر الحب قد تحركت بداخلها .. و أو لربما أن ذلك حدث بلا
ممانعة منه .. لم تعد تعرف .. و لكنها على الأقل كانت تشعر وقتها بألم يعتصرها
إنه ألم الفراق..
مرت خمس ساعات ثقيلة و حبيبة كانت لازالت جالسة فى مكانها و لم تبرح الغرفة
و كانت كلما تلمح بعينيها بعضاً من ملابسه تبكى و تقول رباه ماذا صنعت ! .. ماذا صنعت !
فجأة قطع صوت بكائها صوت باب الشقة ينفتح .. فقامت سريعاً من على الأرض فسارعت بمسح وجهها من الدموع و نظرت نظرة سريعة فى المرآة قبل أن تفتح باب الغرفة و هى تطل برأسها منه تنظر ناحية باب الشقة حتى رأته يدخل من الباب و قد حمل معطفه فى يده
و دخل الشقة و لم ينظر ناحيتها .. وضع معطفه على ظهر إحدى كراسى الأنتريه و المفاتيح على منضدة الأنتريه
ثم وقف و قد لاحظها تقف أمامه على بعد خطوات قليلة من باب الغرفة و قد بدى عليها الإعياء من كثرة البكاء الذى بدى جلياً فى احمرار لون أنفها و سواد كُحل عيناها الذى سال على و جنتيها
نظر إليها لحظة قبل أن يتحدث قائلاً بصوت هادىء .. سوف أدخل إلى الغرقة لأجمع بعض أغراضى
لم ترد عليه حبيبة و اكتفت بهز كتفيها و تحركت قليلاً ناحية اليمين لتفسح له الطريق ناحية الغرفة
و بالفعل توجه حسام إلى الغرفة ووقف بداخلها أمام دولاب ملابسه حتى شعر بحبيبة تقف خلفه على مسافة قريبة جداً
قبل أن تتكلم بصوت بدى عليه التأثر.. كنت أظن أنى أغلى عندك من هذا و لو بقليل
لم يلتفت إليها حسام و ظل سانداً يده على باب الدولاب و هو يرد قائلاً
كانت رغبتك يا حبيبة لا رغبتى أنا
عندها ردت حبيبة قائلة ..
إفترض أنى مخطئة فى رغبتى.. ألا تتمسك بى .. تطلقنى يا حسام .. أنا ؟.. حبيبة؟
قالت حبيبة عبارتها الأخيرة تلك و قد كان صوتها باكياً
عندها التفت إليها حسام فى هدوء و هو ينظر إليها قائلاً بصوت يكاد يكون خافتاً ..
قلت لكى أن الزواج حب و تفاهم و لا سلباً للإرادة..
عندها نظرت حبيبة إليه و قد انهمرت دموعها و هى تحرك عينيها بين عينيه ثم قالت..
أشعر أنى تسرعت يا حسام ... لازلت أحبك و تصورت أنك تحبنى بقدر ما أحببتك و قد آلمنى أنك طلقتنى بلا تردد
نظر لها حسام للحظات قبل أن يرد بصوت يحمل نبرة العتاب و لكن برفق..
هذه ليست المرة الأولى التى تطلبين فيها الطلاق يا حبيبة
فسارعت حبيبة بالرد.. و لكنك لم تفعلها قط.. فأنت تعلم أنى متسرعة و كثيراً ما اقول كلاماً لا أعنيه و أنا غاضبة... ألا تعلم حبيبة؟
عندها ابتسم حسام و هو ينظر إليها بنظرة حانية و قال بنفس ذلك الصوت الخافت
نعم .. أعلم حبيبة .. اذهبى و أحضرى الورقة التى كتبتها لكى قبل أن أخرج
نظرت إليه حبيبة لحظات تتأمل نظرته و كانت الدموع تملأ عينيها.. قبل تتحرك ناحية باب الغرفة متوجهة إلى المنضدة حيث كانت الورقة التى كتبها حسام فى مكانها
كانت مطوية و لكن لم تفتحها فلم تطيق أن تقرأ ما فيها من عبارة الطلاق
ثم عادت حبيبة إلى الغرفة و أعطت الورقة إلى حسام
الذى نظر إلى الورقة و هى مطوية ثم سأل حبيبة.. ألم تقرئيها؟
فهزت حبيبة كتفيها بطريقة يعرف حسام انها تعنى لا .. وهى تمسح عينيها من الدموع و تنظر إلى الأرض
فمد حسام يده إلى وجه حبيبة بلمسة رقيقة على ذقنها ليرفع وجهها لتنظر إليه قبل أن يقول.. اقرئيها الآن أمامى
و هو يمد يده الأخرى إليها بالورقة ناظراً إليها بنفس النظرة الحانية
أمسكت حبيبة الورقة بيد مرتعشة قليلاً و فتحتها و ... هالها ما وجدته مكتوبٌ فيها
فنظرت حبيبة إلى حسام و هى لا تصدق ما فى الورقة
فابتسم حسام قائلاً.. هيا ..اقرئى الكلمات بصوت عال
فنظرت حبيبة مرة أخرى إلى الورقة لتقرأ بصوت باكى
أحبك و لن يفرق بيننا إلا الموت
قالتها ثم ارتمت فى حضن زوجها و هى تبكى و تبكى و هى تقول أحبك يا زوجى سامحنى... سامحنى أرجوك
احتضنها زوجها برفق و همس فى أذنها سائلاً إياها
هل عرفتى الآن كم أحبك؟... لم تجب حبيبة على سؤاله و ظلت تبكى غامسةً وجهها فى صدره و هى تحمد الله أن رزقها بزوج حنون يعرف كيف يحتويها و ظلت تردد ...ِ
الحمد لله رب العالمين
لقد كان درساً من حسام أراد به أن يُعَلم حبيبة قيمة الحب .. و ياله من درس لن تنساه أبداً ما حيت
بقلم أخوكم يسرى
تنويه: هذه القصة مستوحاة من موضوع قصير قرأته منذ فترة و لكنه مجهول المصدر فقررت أن أعيد صياغته فى قصة قصيرة بإسلوبى و إضافة الكثير من التفاصيل لتكون قصة نافعة و أرجو أن تنال إعجابكم
جميع المقالات للنشر مع الحفاظ على حقوق المؤلف
كانت تقلب الملعقة فى الطبق بعين شاردة و قد اعتلى وجهها ملامح الضيق .. و قد بدى ذلك جلياً فى انعقاد حاجبيها
بشكل يوحى أنها تفكر فى شىء هام .. هام جداً.. ربما قراراً مهماً
حبيبة هى زوجة تبلغ من العمر ما يقارب الثامنة و العشرين .. متزوجة من ذلك الرجل هادىء الطباع الجالس أمامها على الناحية الأخرى من المنضدة فى غرفة السفرة بشقتهما
حسام هو شاب فى الثالثة و الثلاثين هادىء الطباع و يعرفه أصدقائه برباطة الجأش و حسن الخلق
كان يأكل فى صمت ..صمت قطعه صوت حبيبة و قد تركت الملعقة من يدها و لم تتناول من الحساء شيئاً و هى تنظر إلى زوجها عاقدة حاجبيها و قد بدى على ملامحها أنها تحاول أن تسيطر على انفعالات وجهها قائلة
حسام.. طلقنى ..
انتبه حسام إليها و قد بدا على وجهه علامات الدهشة و ترك الملعقة من يده.. ثم صمت لحظات قبل أن يجيب
حبيبة.. كل زوجين يختلفان و هذا وارد و لكن الطلاق ليس حلاً بسيطاً.. راجعى نفسك فهذا ليس بالقرار السهل
قبل أن يكمل..
تعلمين تماماً أنى أحبك و لكن فى ذات الوقت تعلمين أيضاً أنى لن أجبرك على حياة معى بلا رغبة
ثم ران صمت فى الغرفة.. و كانت حبيبة تنظر إلى أسفل قبل أن ترفع عينيها فى عين زوجها و قد بدت عينها دامعة و لازلت تبذل مجهوداً كبيراً للسيطرة على انفعالات وجهها .. قبل أن تجيب بصوت بدى متردداً
لقد.. لقد فكرت جيداً و رأيت أن الحياة بيننا أصبحت عبئاً لا أريده.. قالتها ثم أزاحت بوجهها يميناً و قد بدى أنها لا تريده أن يرى تلك الدمعة الحارة التى عرفت طريقها من عينها على خدها الأيمن ثم مسحت عينها بطرف إصبعها قبل أن تستعيد رباطة جأشها و تنظر إليه مرة أخرى و قد كان اللون الأحمر يطغى على بياض عينيها
لم ينبس حسام ببنت شفة و ظلت عيناه ثابتة فى وجه حبيبة ..نظرة تعرفها حبيبة جيداً جعلتها تقرأ منها ألف كلمة لا يمكن أن تعبر عنها الحروف
شعرت حبيبة بشىء ما يتحرك بداخلها .. رباه كم أحب نظرة عتابه تلك.. قالتها و هى تحادث نفسها
لم تتحمل حبيبة وقع تلك النظرة فى نفسها فأزاحت بوجهها مرة أخرى و لكن هذه المرة كانت الدموع تنهمر من كلتا عينيها و لم تعد قادرة على السيطرة على مشاعرها
قام حسام من مجلسه و هو ينظر إليها و قال بصوت هادىء و قد بدى متأثراً بعض الشىء و هو يقول
إذاً قررتى يا حبيبة ...ألا من رجعة فى قرارك؟
هزت حبيبة رأسها ب لا و هى لازلت تشيح بوجهها ناحية كتفها الأيمن و قد أغمضت كلتا عينيها و لم تعد قادرة على السيطرة على بكائها .. فقامت و تركت المائدة و دخلت مسرعة إلى غرفة نومها و أغلقت الباب خلفها فلم تعد بعد قادرة على السيطرة على مشاعرها
راقبها حسام و هى تعدو مسرعة إلى غرفة نومها و سمع صوت المفتاح يغلق الباب من الداخل
فأطرق برأسه للحظات .. قبل أن يتحرك بخطوات هادئة ناحية باب الغرفة حتى وقف قبالته و يتكلم بصوته الهادىء الذى لطالما أحبته حبيبة و قال و هو يقرب وجهه من الباب حتى تسمعه ليحافظ على هدوء صوته ..
حسناً يا حبيبة.. لن أجبرك على العيش معى رغماً عن إرادتك..الزواج تفاهم و حب و ليس سلباً للإرادة
ثم صمت لحظات قبل أن يكمل..
سوف أترك لكى ورقتك على المنضدة و أخرج لكن سوف أعود ليلاً لأخذ بعضاً من ملابسى و أحزم أمتعتى
كانت حبيبة تستند إلى الباب بظهرها و هى تكتم فمها بكلتا يديها و هى تبكى و قد أغرقت الدموع وجنتيها
لم تمر دقيقة حتى سمعت باب الشقة ينفتح ثم ما لبث أن عاد لينغلق.. ففهمت حبيبة أنه خرج بالفعل من البيت
عندها أزاحت حبيبة يديها من على فمها و تركت العنان لنفسها تبكى و تبكى حتى ارتفع صوت بكائها وقد جلست على الأرض فى مكانها مستندة إلى باب الغرفة و لازال عقلها يسترجع تلك اللحظات الأخيرة و هى لازلت لا تصدق أنها حدثت بالفعل
نعم كانت تريد الطلاق و لكنها لم تتوقع ذلك أن يحدث بهذه البساطة .. كانت مشاعرها مختلطة
كانت تبكى و هى لا تعرف سر بكائها و هى من طلبت الطلاق و أصرّت عليه .. ربما كان هول الموقف.. أو أن مشاعر الحب قد تحركت بداخلها .. و أو لربما أن ذلك حدث بلا
ممانعة منه .. لم تعد تعرف .. و لكنها على الأقل كانت تشعر وقتها بألم يعتصرها
إنه ألم الفراق..
مرت خمس ساعات ثقيلة و حبيبة كانت لازالت جالسة فى مكانها و لم تبرح الغرفة
و كانت كلما تلمح بعينيها بعضاً من ملابسه تبكى و تقول رباه ماذا صنعت ! .. ماذا صنعت !
فجأة قطع صوت بكائها صوت باب الشقة ينفتح .. فقامت سريعاً من على الأرض فسارعت بمسح وجهها من الدموع و نظرت نظرة سريعة فى المرآة قبل أن تفتح باب الغرفة و هى تطل برأسها منه تنظر ناحية باب الشقة حتى رأته يدخل من الباب و قد حمل معطفه فى يده
و دخل الشقة و لم ينظر ناحيتها .. وضع معطفه على ظهر إحدى كراسى الأنتريه و المفاتيح على منضدة الأنتريه
ثم وقف و قد لاحظها تقف أمامه على بعد خطوات قليلة من باب الغرفة و قد بدى عليها الإعياء من كثرة البكاء الذى بدى جلياً فى احمرار لون أنفها و سواد كُحل عيناها الذى سال على و جنتيها
نظر إليها لحظة قبل أن يتحدث قائلاً بصوت هادىء .. سوف أدخل إلى الغرقة لأجمع بعض أغراضى
لم ترد عليه حبيبة و اكتفت بهز كتفيها و تحركت قليلاً ناحية اليمين لتفسح له الطريق ناحية الغرفة
و بالفعل توجه حسام إلى الغرفة ووقف بداخلها أمام دولاب ملابسه حتى شعر بحبيبة تقف خلفه على مسافة قريبة جداً
قبل أن تتكلم بصوت بدى عليه التأثر.. كنت أظن أنى أغلى عندك من هذا و لو بقليل
لم يلتفت إليها حسام و ظل سانداً يده على باب الدولاب و هو يرد قائلاً
كانت رغبتك يا حبيبة لا رغبتى أنا
عندها ردت حبيبة قائلة ..
إفترض أنى مخطئة فى رغبتى.. ألا تتمسك بى .. تطلقنى يا حسام .. أنا ؟.. حبيبة؟
قالت حبيبة عبارتها الأخيرة تلك و قد كان صوتها باكياً
عندها التفت إليها حسام فى هدوء و هو ينظر إليها قائلاً بصوت يكاد يكون خافتاً ..
قلت لكى أن الزواج حب و تفاهم و لا سلباً للإرادة..
عندها نظرت حبيبة إليه و قد انهمرت دموعها و هى تحرك عينيها بين عينيه ثم قالت..
أشعر أنى تسرعت يا حسام ... لازلت أحبك و تصورت أنك تحبنى بقدر ما أحببتك و قد آلمنى أنك طلقتنى بلا تردد
نظر لها حسام للحظات قبل أن يرد بصوت يحمل نبرة العتاب و لكن برفق..
هذه ليست المرة الأولى التى تطلبين فيها الطلاق يا حبيبة
فسارعت حبيبة بالرد.. و لكنك لم تفعلها قط.. فأنت تعلم أنى متسرعة و كثيراً ما اقول كلاماً لا أعنيه و أنا غاضبة... ألا تعلم حبيبة؟
عندها ابتسم حسام و هو ينظر إليها بنظرة حانية و قال بنفس ذلك الصوت الخافت
نعم .. أعلم حبيبة .. اذهبى و أحضرى الورقة التى كتبتها لكى قبل أن أخرج
نظرت إليه حبيبة لحظات تتأمل نظرته و كانت الدموع تملأ عينيها.. قبل تتحرك ناحية باب الغرفة متوجهة إلى المنضدة حيث كانت الورقة التى كتبها حسام فى مكانها
كانت مطوية و لكن لم تفتحها فلم تطيق أن تقرأ ما فيها من عبارة الطلاق
ثم عادت حبيبة إلى الغرفة و أعطت الورقة إلى حسام
الذى نظر إلى الورقة و هى مطوية ثم سأل حبيبة.. ألم تقرئيها؟
فهزت حبيبة كتفيها بطريقة يعرف حسام انها تعنى لا .. وهى تمسح عينيها من الدموع و تنظر إلى الأرض
فمد حسام يده إلى وجه حبيبة بلمسة رقيقة على ذقنها ليرفع وجهها لتنظر إليه قبل أن يقول.. اقرئيها الآن أمامى
و هو يمد يده الأخرى إليها بالورقة ناظراً إليها بنفس النظرة الحانية
أمسكت حبيبة الورقة بيد مرتعشة قليلاً و فتحتها و ... هالها ما وجدته مكتوبٌ فيها
فنظرت حبيبة إلى حسام و هى لا تصدق ما فى الورقة
فابتسم حسام قائلاً.. هيا ..اقرئى الكلمات بصوت عال
فنظرت حبيبة مرة أخرى إلى الورقة لتقرأ بصوت باكى
أحبك و لن يفرق بيننا إلا الموت
قالتها ثم ارتمت فى حضن زوجها و هى تبكى و تبكى و هى تقول أحبك يا زوجى سامحنى... سامحنى أرجوك
احتضنها زوجها برفق و همس فى أذنها سائلاً إياها
هل عرفتى الآن كم أحبك؟... لم تجب حبيبة على سؤاله و ظلت تبكى غامسةً وجهها فى صدره و هى تحمد الله أن رزقها بزوج حنون يعرف كيف يحتويها و ظلت تردد ...ِ
الحمد لله رب العالمين
لقد كان درساً من حسام أراد به أن يُعَلم حبيبة قيمة الحب .. و ياله من درس لن تنساه أبداً ما حيت
بقلم أخوكم يسرى
تنويه: هذه القصة مستوحاة من موضوع قصير قرأته منذ فترة و لكنه مجهول المصدر فقررت أن أعيد صياغته فى قصة قصيرة بإسلوبى و إضافة الكثير من التفاصيل لتكون قصة نافعة و أرجو أن تنال إعجابكم
جميع المقالات للنشر مع الحفاظ على حقوق المؤلف